سعر عقود برنت (ديسمبر 2025): 64.23 دولاراً للبرميل.
التغير اليومي: ارتفاع بمقدار 1.64 دولار (+2.62%).
المدى اليومي: 63.45 دولاراً – 64.49 دولار
يترقب المستثمرون الآن أي تطورات جديدة بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين
العامل الأساسي الذي يضغط على الأسعار على المدى الطويل هو الخوف من "تخمة المعروض"
شهدت الأسواق في الأسبوعين الماضيين انخفاضاً كبيراً في "علاوة المخاطر الجيوسياسية" التي كانت تدعم الأسعار
ساهم انتهاء عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر نوفمبر يوم أمس في زيادة تقلب الأسعار
قفزت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، اليوم الأربعاء، بأكثر من 2.6%، لتعاود التداول فوق مستوى 64 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع القوي بعد فترة من التراجعات، مدفوعاً بعوامل فنية وإعلانات عن مشتريات أمريكية جديدة، في مشهد معقد تحاول فيه الأسواق الموازنة بين هدوء التوترات الجيوسياسية والمخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الطلب العالمي.
أظهرت شاشات التداول، أن عقود نفط برنت تسليم ديسمبر 2025 ارتفعت بنسبة 2.62% لتصل إلى 64.23 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد أن لامس السعر أدنى مستوى له في 5 أشهر خلال تداولات الأمس، حيث تراوح التداول اليوم بين 63.45 دولاراً و64.49 دولاراً.
الخلفية الحقيقية (العوامل المتضاربة): يأتي هذا الانتعاش في الأسعار في مواجهة اتجاه عام كان يميل للهبوط خلال الأسابيع الماضية.
ويمكن تلخيص العوامل المتضاربة التي تشكل المشهد الحالي لسوق النفط كالتالي:
الدعم الفوري (سبب الارتفاع): المحرك الرئيسي لقفزة اليوم هو إعلان واشنطن عن خططها لشراء مليون برميل من الخام لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي (SPR).
اقرأ أيضاً: الفضة تتماسك فوق 48 دولاراً.. والأسواق توازن بين ضغوط الفائدة الفيدرالية والطلب الصناعي المتزايد
يمثل هذا الإعلان تدخلاً حكومياً مباشراً في السوق، ويخلق طلباً فورياً ساهم في تعافي الأسعار من أدنى مستوياتها.
ويأتي هذا بعد أن استنزفت الإدارة الأمريكية هذا الاحتياطي بشكل كبير خلال العامين الماضيين لكبح جماح أسعار البنزين.
كما ساهم انتهاء عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر نوفمبر يوم أمس في زيادة تقلب الأسعار.
الضغوط النزولية (تراجع المخاطر الجيوسياسية): شهدت الأسواق في الأسبوعين الماضيين انخفاضاً كبيراً في "علاوة المخاطر الجيوسياسية" التي كانت تدعم الأسعار، خاصة بعد النجاحات الدبلوماسية الأخيرة التي قادها الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، والتي قللت من مخاوف المستثمرين من انقطاع الإمدادات.
الضغوط النزولية (فائض المعروض): العامل الأساسي الذي يضغط على الأسعار على المدى الطويل هو الخوف من "تخمة المعروض".
فقد أصدرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) الأسبوع الماضي توقعات متشائمة، حذرت فيها من أن السوق قد يواجه فائضاً كبيراً في 2026.
ويأتي هذا في وقت تستمر فيه مجموعة "أوبك+" في التراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج، بالتزامن مع وصول الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية.
الضغوط النزولية (ضعف الطلب): لا يزال نمو الطلب العالمي على النفط "ضعيفاً".
ويُعزى هذا التباطؤ إلى المناخ الاقتصادي الكلي الصعب، والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين (أكبر مستهلكين للنفط في العالم)، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية. كما أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث يلقي بظلاله على توقعات الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
يجد سوق النفط نفسه حالياً في حالة "شد حبل"؛ فبينما قدم إعلان إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي دعماً قصير المدى للأسعار، لا تزال العوامل الأساسية (فائض العرض وضعف الطلب) تضغط بقوة على السوق.
ويترقب المستثمرون الآن أي تطورات جديدة بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي قد يحدد اتجاه الطلب، وبالتالي مسار الأسعار خلال الربع الأخير من العام.